اسم ملك الموت




اسم ملك الموت

سوال : هل ورد في شيء من الأحاديث المرفوعة أو الآثار أن اسم ملك الموت هو عزرائيل ؟
الجواب : وُرُودُه في الآثار ثابتٌ ، أما الروايات المرفوعة فوُرودُه فيها غلطٌ من الراوي أو الناقل . وبيان ذلك فيما يلي :

ورد مرفوعا من حديث علي وابن مسعود وأبي ذر رضي الله عنهم :

(1) حديث علي رضي الله عنه مسلسلا :
4/ 2386 قال ابْنُ النَّجَارِ في "ذيل تاريخ بغداد" : أَنَا يُوسُفُ بْنُ الَمُبَارَكِ بْنِ كَامِلٍ الْحَمَّانِىُّ، قَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِى الأَنْصَارِىُّ قَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبُو بِكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلىِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ وَقَالَ: أشْهَدُ بِالله وَأشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنَا الْقَاضِى أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الْوَاسِطِىُّ، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الْمَلِيحِ السَّجَزِىُّ، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقدْ حَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِىُّ، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقدْ حَدَّثَنِى عَلِىُّ بْنُ مُوَسى الرِّضَى، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبى مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبِى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَقَال: أَشْهَدُ بالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبِى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىًّ وَقَالَ: وأَشْهَدُ لله لَقدْ حَدَّثَنِى أَبِى عَلِىُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَقَال: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبِى الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأشْهُد لله لَقَدْ حَدَّثَنِى أَبِى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ، قَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَد لله لَقَدْ حَدَّثَنِى جبريل، وَقَالَ: أَشْهَدُ بِالله وَأَشْهَدُ لله لَقَدْ حَدَّثَنِى ميكائيل، وقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثنى عَزْرَائِيلُ،وَقَاَلَ: أَشْهَدُ بالله وَأَشْهَدُ لله أَنَّ الله تَعَالَى قَاَل: مُدْمِنُ خَمْرٍ كَعَابِد وَثَنٍ"
المصدر : جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» للسيوطي (18/ 378)
حال الرواية : انفرد ابن النجار بهذا اللفظ : "حدثنى ميكائيل ... حدثنى عزرائيل". وقد ورد من طرق أخرى ليس فيها ذكر عزرائيل ، كما في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 203) وجِياد المسلسلات للسيوطي (ص: 177) وكتاب المسلسلات لابن الجوزي (ص: 4) . وفي سند ابن النجار أبو الصلت عبد السلام بن صالح فيه جرح شديد .
ويبدو أن ذكر (عزرائيل) في رواية ابن النجار خطأ من بعض رواة الحديث ، لخلوّ الطرق الأخرى من ذكره ، وورد مكانه (إسرافيل) .

(2) حديث ابن مسعود رضي الله عنه
وأما حديث عبد الله بن مسعود فقال أبو نعيم في "الحلية" : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن السري القنطري حدثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري حدثنا عبد الرحيم بن يحيى حدثنا عثمان بن عمارة حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إن لله في الخلق ثلاث مئة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب عزرائيل عليه السلام ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاث مئة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فبهم يحي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء قيل لابن مسعود كيف بهم يحي ويميت قال لأنهم يسألون الله إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فتدفع عنهم أنواع البلاء .
المصدر : هكذا في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي (5/ 2047) ولكن لم يرد ذكر (عزرائيل) في متن الرواية في "حلية الأولياء" (1/ 9) ولا في "المطالب العالية" (1/ 459) ولا في "تاريخ ابن عساكر" (1/ 303) ولا في "كنز العمال" (12/ 194) ، مع كون السند هو هو ، فزيادتها مُريبة ، وقد تكون خطأ من الناقل .
حال الرواية : قال الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة أحد رواة الحديث في "ميزان الاعتدال" (3/ 50) :
5549  - عثمان بن عمارة ، عن المعافى بن عمران حديث : لله في الخلق أربعون على قلب موسى... الحديث ، وهو كذبٌ.
أخبرناه سنقر الحلبي، أخبرنا ابن الصابونى، أخبرنا السلفي، أخبرنا بن أشته، حدثنا محمد بن علي الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز، حدثنا أحمد بن بكر بن يونس المؤدب، حدثنا عبد الرحيم بن يحيى الادمى، حدثنا عثمان بن عمارة، حدثنا المعافى بن عمران، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الاسود، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لله في الأرض ثلاث مئة قلوبهم على قلب آدم.وله أربعون قلوبهم على قلب إبراهيم.وله سبعة قلوبهم على قلب موسى.وله ثلاثة قلوبهم على قلب جبرائيل، وواحد على قلب إسرافيل، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من السبعة إلى أن قال: وإذا مات واحد من الثلاث مئة أبدل الله مكانهم من العامة فبهم يحيى ويميت.
فقاتل الله من وَضَع هذا الإفك. ورواه أبو أحمد حسينك التميمي، عن أحمد بن محمد بن الأزهر، حدثنا عبد الرحيم بن يحيى ، فذكره.

(3)  حديث أبي ذر رضي الله عنه
عن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما أسري بي مررت بملك جالس على سرير من نور واحدى رجليه في المشرق والأخرى في المغرب وبين يديه لوح ينظر فيه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ويده تبلغ المشرق والمغرب ، فقلت: يا جبريل من هذا ؟ فقال : هذا عزرائيل تقدم فسلم عليه ، فتقدمت فسلمت عليه ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ، ما فعل ابن عمك علي ؟ فقلت : وهل تعرف ابن عمى عليا ؟ قال : كيف لا أعرفه وقد وكلنى الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك علي بن أبي طالب فان الله يتوفاكما بمشيئته. أخرجه الملا في "سيرته".
المصدر وحال الرواية : ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للطبري (ص: 64) والرواية واضحة أنها من وضع الروافض في فضائل علي ، ولم أقف على سندها ، وكتاب عمر الملا الموصلي في السيرة يحتوى على الغرائب والمناكير .

الآثار الواردة : ورد ذكر ملك الموت باسم (عزرائيل) في بعض الآثار عن وهب بن منبه والزهري وأشعث بن جابر ، وذكره مقاتل وابن الكلبي من المفسرين وغيرهم .

وهب بن منبه :
394 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا إِسْرَافِيلُ،هَاتِ مَا وَكَّلْتُكَ بِهِ ... ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: هَاتِ مَا وَكَّلْتُكَ بِهِ يَا عِزْرَائِيلُ. فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ ... إلخ ( كتاب العظمة لأبي الشيخ ابن حيان ) .
439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَسَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " كُنْ فَكَوَّنَ عِزْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ... ( كتاب العظمة لأبي الشيخ ابن حيان ) .
حال الرواية : مدارها على وهب بن منبه التابعي ، ولم ينسبها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ووهب معروف برواية الإسرائيليات .

أشعث بن جابر :
443 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَكَّامٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَشْعَثَ، قَالَ: " سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَاسْمُهُ عِزْرَائِيلُ، وَلَهُ عَيْنَانِ عَيْنٌ فِي وَجْهِهِ وَعَيْنٌ فِي قَفَاهُ، فَقَالَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، مَا تَصْنَعُ إِذَا كَانَتْ نَفْسٌ بِالْمَشْرِقِ وَنَفَسٌ بِالْمَغْرِبِ ... ( كتاب العظمة لأبي الشيخ ابن حيان ) .
حال الرواية : قال ابن حجر : وَرِجَال هَذَا السَّنَد يوثَّقون وَلَكِن أَشْعَث شيخ عَنْبَسَة هُوَ ابْن جَابر الْحَرَّانِي وَهُوَ تَابِعِيّ صَغِير ، والْحَدِيث معضَل . انتهى . يعنى في السند سقوط راويين على التوالي بعد أشعث ، فهو منقطع ، وغير منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى صحابي . وأشعث سماه السيوطي ابن أسلم .

أقوال المُثبتين من المفسرين وغيرهم :

مقاتل بن سليمان :
﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﴾ يزعمون أن اسمَه عزرائيل . تفسير مقاتل بن سليمان (3/ 450) .

ابن الكلبي :
قوله عزّ وجلّ: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ﴾ بقبض أرواحكم ﴿مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ قال مجاهد : حُويت له الأرض فجعلت له مثل طَست يتناول منها حيث يشاء، وقال مقاتل والكلبي :بلغنا أنّ اسم ملك الموت عزرائيل وله أربعة أجنحة ... تفسير الثعلبي (7/ 328) .

الزهـــري :
روى الزهري ووهب بن منبه وغيرهما ما معناه : إن الله أرسل جبريل عليه السلام ليأتيه من تربة الأرض فأتاها ليأخذ منها فاستعاذت بالله من ذلك فأعاذها، فأرسل ميكائيل فاستعاذت منه فأعاذها، فبعث عزرائيل فاستعاذت منه فلم يعذها فأخذ منها، فقال الرب تبارك وتعالى: أما استعاذت بي منك؟ قال: نعم. قال: فهلا رحمتها كما رحمها صاحباك؟ قال: يا رب طاعتك أوجب علي من رحمتي إياها. التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 265)

ابن كثير :
وَقَدْ سُمِّيَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ بِعِزْرَائِيلَ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ، قَالَهُ قَتَادَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ . تفسير ابن كثير تحقيق سلامة (6/ 361) .
وَأَمَّا مَلَكُ الْمَوْتِ فَلَيْسَ بِمُصَرَّحٍ بِاسْمِهِ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ. وَقَدْ جَاءَ تَسْمِيَتُهُ فِي بَعْضِ الْآثَارِ بِعِزْرَائِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. البداية والنهاية (1/ 49)

ابن حجر العسقلاني :
وَأَمّا تَسْمِيَة ملك الْمَوْت عزرائيل فقد اشْتهر ذَلِك بَين النَّاس ، وَقد راجعت "مبهمات الْقُرْآن" لأبي الْقَاسِم السُّهيْلي فَلم أجد ذَلِك فِيهِ ، ثمَّ راجعت "تَفْسِير الْقُرْطُبِيّ" فَوَجَدته ذكر أَن اسْم ملك الْمَوْت عزرائيل وَلم ينْسبهُ لقَائِل وَلَا ذكر فِيهِ أثرا ، ثمَّ راجعت "تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ" فَوَجَدته حكى أَن اسْمه عزرائيل وَعَزاهُ لتفسير مقَاتل وَتَفْسِير ابْن الْكَلْبِيّ . ثمَّ تتبَّعت الْآثَار فِي ذَلِك فَوجدت فِي كتاب "العظمة" لأبي الشَّيْخ ... فذكر ما مر قبل قليل .

العيني :
وَرَأَيْت فِي أثْنَاء مطالعتي فِي الْكتب أَن اسْم جِبْرِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عبد الْجَلِيل وكنيته أَبُو الْفتُوح وَاسم مِيكَائِيل عبد الرَّزَّاق وكنيته أَبُو الْغَنَائِم وَاسم إسْرَافيل عبد الْخَالِق وكنيته أَبُو المنافخ وَاسم عزرائيل عبد الْجَبَّار وكنيته أَبُو يحيى . عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/ 72) .

أقوال النافين والمنكرين :

لَمْ يَرِدْ تَسْمِيَتُهُ فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ . وَوَرَدَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّ اسْمَهُ عِزْرَائِيلُ رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي "الْعَظَمَةِ" . قاله  السيوطي في حاشيته على سنن النسائي (4/ 118)

وما ذكره من أن اسم قابض الأرواح عزرائيل توقف فيه غير واحد من الحفاظ منهم الجلال السيوطي في "الحبائك" وقال : لم يرد به خبرٌ مقبول اهـ. الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية لابن علان المكي (1/ 95)

قال ابن رجب الحنبلي : ورؤساء الملائكة أربعة: جبريل وإسرافيل وميكال وملك الموت، وملك الموت لا يعرف خبرٌ صحيح في اسمه، ولكن اشتهر عن بعض الإسرائيليات أنه عزرائيل، ولا يبعُد ذلك، ولكن يصعب إثباتُه لعدم وجود النقل الصحيح. لطائف المعارف (16/3)

وللحافظ محمد عبد الحي الكبير الكتاني كتاب سماه "الاعتراضات والعَراقيل، لمن يسمى ملك الموت عزرائيل". لم أقف عليه .

قول غريب : أن اسمَ ملك الموت (إسماعيل) ؟! وردَّ ابن حجرٍ عليه

قال الحافظ ابن حجر : الَّذِي وَقع فِي السّنَن المروية عَن الشَّافِعِي من طَرِيق الطَّحَاوِيّ عَن الْمُزنِيّ عَنه عَن الْقَاسِم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر بن حَفْص عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد يَعْنِي ابْن عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَليّ عَن أَبِيه قَالَ : لما مرض رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم جَاءَهُ جِبْرِيل فَقَالَ: يَا مُحَمَّد أَرْسلنِي الله عز وَجل إِلَيْك تكريما لَك وتشريفا لَك ...الحديث
وجاء فيه : وَجَاء مَعَه ملك يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل على مائَة ألف ملك كل ملك مِنْهُم على مائَة ألف ملك [فَاسْتَأْذن عَلَيْهِ فَسَأَلَ عَنهُ ثمَّ ] قَالَ جِبْرِيل : هَذَا ملك الْمَوْت يسْتَأْذن عَلَيْك مَا اسْتَأْذن على آدَمِيّ قبلك وَلَا يسْتَأْذن على آدَمِيّ بعْدك ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: ائْذَنْ لَهُ ، فَأذن لَهُ فَسلم ثمَّ قَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّد إِن الله عز وَجل أَرْسلنِي إِلَيْك فَإِن أَمرتنِي أَن أَقبض روحك قَبضته وَإِن أَمرتنِي أَن أتركه تركته ...
العبارة بين المعكوفين سقطت في رواية "سنن الشافعي" خطأ ، كما قال الحافظ ، لأنها واردة في نفس هذه الرواية في "مُعْجم الطَّبَرَانِيّ الكبير" و "دَلَائِل النُّبُوَّة" للبيهقي ، فأفادت أَن الْملك الَّذِي اسْمه إِسْمَاعِيل هُوَ ملك الْهَوَاء وَأَنه غير ملك الْمَوْت وَأَنه هَبَط مَعَ جِبْرِيل وَملكِ الْمَوْت ، فَكَانُوا ثَلَاثَة .
قال : وَمِمَّا يدل على أَن إِسْمَاعِيل هُوَ ملك الْهَوَاء لَا ملك الْمَوْت مَا روينَاهُ فِي كتاب "العظمة" لأبي الشَّيْخ الْأَصْبَهَانِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي "المعجم الصَّغِير" من طَرِيق أبي هَارُون الْعَبْدي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم حِين عُرج بِهِ قَالَ (إِن فِي السَّمَاء لملكا يُقَال لَهُ : إِسْمَاعِيل على سبعين ألف ملك كل ملك مِنْهُم على سبعين ألف ملك) وَهَذَا مُوَافق لرِوَايَة الْبَيْهَقِيّ . انتهى ملخصا من بعض أجوبة الحافظ ابن حجر كما في أوائل كتابه "الأربعين المتباينة بالسماع".

الخلاصة : أن تسمية ملك الموت ب(عزرائيل) واردة في الآثار مع ضعفها ، لكن الروايات التاريخية والآثار يتسامح فيها العلماء فيقبلون فيها المرسل والمنقطع والضعيف . وهذه التسمية مشهورة أيضا على ألسنة كثير من أهل العلم في مختلف العلوم والفنون ، وذكروها في تصنيفاتهم ، فلا حرج في استعمالها ، فإنهم أعلم منا وأورع .
نعم لا يصح ورودها على لسان النبوة في خبر مرفوع صحيح ، فلا تصح نسبتها إلى الرسول صلى الله غليه وسلم من باب الاحتياط في نسبة الأخبار إليه .


جمعه ولخصه ورتبه العاجز : محمد طلحة بلال أحمد منيار
تحريرا في يوم الأربعاء 23 صفر 1441 الموافق 23 أكتوبر 2019

Comments

Popular posts from this blog

جنت میں جانے والے جانور

اللہ تعالی کی رضا اور ناراضگی کی نشانیاں

جزی اللہ محمدا عنا ما ھو اھلہ کی فضیلت