المرأة إذا صبرت على الزوج الأول
سأل
المفتي عبد الباقي المكرم عن ترجمة هذا الحديث :
قال
ابن كثيرٍ في الجامع [369/8] : روى الواقدي، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عبد
العزيز بن عمر، عن المغيرة بن حكيم مرفوعا: "أيما امرأة صبرت على أبي عُذرتها
كانت زوجته في الجنة" .
فالجواب :
ذكر
السيوطي في "البدور السافرة" هذين الأثرين :
1-
أخرج ابن وهب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : ( بلغني أن الرجل إذا ابتكر
المرأة تزوجها في الآخرة ) .
2-
وأخرج ابن سعد في "طبقاته" عن عكرمة : أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله
عنها كانت تحت الزبير بن العوام رضي الله عنه وكان شديدا عليها ، فأتت أباها فشكت
ذلك إليه ، فقال : " يا بنية اصبري ، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ، ثم
مات عنها فلم تتزوج بعده ، جمع بينهما في الجنة " .
وعقد
القرطبي في " التذكرة" هذا الباب : باب إذا ابتكر الرجل امرأة في الدنيا
كانت زوجته في الآخرة ، وساق فيه أثر أبي بكر المذكور ، ونقل عن ابن العربي في
"أحكام القرآن" قوله : هذا حديث غريب .
وخطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أم
الدرداء رضي الله عنها فأبت وقالت : سمعت أبا الدرداء يحدث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال : المرأة لآخر أزواجها في الجنة . وقال لي : إن أردت أن تكون
زوجتي في الجنة فلا تتزوجي من بعدي .
ففيما
أوردته ما يوضح مراد السائل عن ترجمة رواية الواقدي . فيكون معنى : "أبي عُذرتها"
الزوج الأول الذي افتضَّ بكارتها ، فإذا اكتفت المرأة بزوجها الأول ، ولم تتزوج
رجلا آخَر بعده ، وصبرت على ذلك ، فإنها تكون له في الجنة ، فإن تزوجت بعده كانت
للآخِر منهم كما في رواية أم الدرداء . والله أعلم وعلمه أتم وأحكم
وجاء
في "النهاية
في غريب الحديث والأثر"
(3/ 196) :
العَذْرَاء:
الجَارِيةُ الَّتِي لَمْ يمسَّها رَجُلٌ، وَهِيَ البِكْر، وَالَّذِي يَفْتَضُّها
أَبُو عُذْرِها وَأَبُو عُذْرَتِها. والعُذْرَة: مَا لِلبكْر مِنَ الالْتِحَام
قَبْلَ الافْتِضاضِ.
وفي
"معجم
اللغة العربية المعاصرة"
(2/ 1475) :فلان أبو عُذْرتها: أَوَّل مَنْ افتضَّها . فلان أبو عُذْرة هذا
الكلام: أي هو الذي اخترعه ولم يسبق إليه أحد.
حرره العاجز محمد طلحة بلال أحمد منيار
25/7/2018
Comments
Post a Comment