حضور صلی اللہ علیہ وسلم زائرین کا سلام سنتے ہیں



بيان حال حديث :
(مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا بُلِّغْتُهُ )

ورد هذا الحديث من طريقين :

        الطريق الأولى : من رواية محمد بن مروان السُّدّي الصغير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا : "من صلّى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليّ نائيا أبلغته" .
ورواه عن السدي رجلان :
(1) العلاء بن عمرو الحنفي كما أخرجه العقيلي (4/ 136 - 137) والبيهقي في "الشعب" (1481) والخطيب في "التاريخ" (3/ 292) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1666) من طرقٍ عن العلاء بن عمرو الحنفي ، حدثنا محمد بن مروان به.
(2) الثاني : هو الأصمعي كما أخرجه البيهقي في "الشعب" (1481) والخطيب في "التاريخ" (3/ 291 - 292) وأبو القاسم الأصبهاني (1698) وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 302 - 303) من طريق محمد بن يونس بن موسى القرشي الكُديمي ، حدثنا عبد الملك بن قُريب الأصمعي ، حدثنا محمد بن مروان ، عن الأعمش به .
ومدار السند في هذا الطريق هو محمد بن مروان السُّدّي الصغير ، والحديث مشهور من روايته ، وهو مُتَّهم بالكذب والوضع ، فلا يصح الحديث من طريقه ، كما حكم عليه أئمة الحديث .

الطريق الثانية : من رواية عبد الرحمن بن أحمد الأعرج قال : حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من صلّى عليّ عند قبري سمعتُه، ومن صلّي عليّ من بعيد أُعلِمته " .
 أخرجه أبو الشيخ ابن حَيَّان في "الصلاة على النبي" [كما في جلاء الأفهام ص 19] وفي "الثواب" [ كما في اللآلئ المصنوعة 1/ 283] عن عبد الرحمن بن أحمد الأعرج قال : حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش به .
قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" : وهذا الحديث غريب جدا .
وقال السخاوي في " القول البديع" : وسنده جيد كما أفاده شيخنا .اهـ  
وقال الألباني في ( السلسلة الضعيفة  1 / 366) :
رجال هذا السند كلهم ثقات معروفون غير الأعرج هذا، والظاهر أنه الذي أورده أبو الشيخ نفسه في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 342 / 463 ) فقال : عبد الرحمن بن أحمد الزهري أبو صالح الأعرج، ثم روى عنه حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو مجهول.

            قال العاجز :
            قد جَوَّد إسناده الحافظ ابن حجر كما في "فتح الباري " (6/ 488) : وَأَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ "الثَّوَابِ" بِسَنَدٍ جَيِّدٍ بِلَفْظِ : "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا بُلِّغْتُهُ " .
            وتضعيف الألباني له بسبب عبد الرحمن بن أحمد استنادا إلى عدم بيان حاله في " طبقات الأصبهانيين" لا يصح . فإن أبا الشيخ اعتمده ولم ير فيه جرحا .
            وبيان ذلك أن أبا الشيخ الأصبهاني ترجم في " طبقات الأصبهانيين" لأخوين هما : عبد الرحمن بن أحمد وأخيه محمد بن أحمد ، وكلاهما من مشايخه ، فبدأ بترجمة عبد الرحمن فقال في "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها" (3/ 541-542) :

            486-  عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الزُّهْرِيُّ ، يُكْنَى أَبَا صَالِحٍ الْأَعْرَجَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثِمِائَةٍ.
            حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حدثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قال: حدثنا حَمَّادُ بْنُ يزَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ» .
            حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حدثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ الزَّعْفَرَانِيُّ بِمَهْدَانَ، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قال: حدثنا قَيْسٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَكْرَهُوا الْفِتْنَةَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، فَإِنَّهَا تُبَيِّنُ الْمُنَافِقِينَ» .
            487 - أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الزُّهْرِيُّ ، لَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فِي حَدِيثِهِ، كَثِيرُ الْحَدِيثِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، قال: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ، قال: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِل ٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَمَ عَلَى صَفِيَّةَ بِسَوِيقٍ وَتَمْرٍ» .
            حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ، عْنُ إِسْمَاعِيلُ، قال: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ " .

            فهذا كما ترى ، تَرجَمَ أبو الشيخ للأخَوَين تباعا ، فتكلم في محمد وقال : إنه لم يكن بالقوي في الحديث . وسكت عن عبد الرحمن لأنه لم يعلم فيه جرحا ، ولو علمه لذكره لأنه من مشايخه ، فسكوته عنه مع كلامه في أخيه دليل على أنه معتمَد عنده ، ولذلك جوَّد الحافظ إسناده أيضا ، وهو صواب .

            شواهد الحديث : للحديث شاهد من حديث أبي الدرداء ، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " كما عزاه إليه ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص: 127) فقال :
قَالَ الطَّبَرَانِيّ : حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب العلاف ، حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم ، حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب،  عَن خَالِد بن يزِيد ، عَن سعيد بن أبي هِلَال ، عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : "أَكْثرُوا الصَّلَاة عَليّ يَوْم الْجُمُعَة ، فَإِنَّهُ يَوْم مشهود تشهده الْمَلَائِكَة ، لَيْسَ من عبد يُصَلِّي عَليّ إِلَّا بَلغنِي صَوته حَيْثُ كَانَ ، قُلْنَا : وَبعد وفاتك ؟ قَالَ : وَبعد وفاتي ، إِن الله حرَّم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء ".
            ولكن لفظ الحديث في رواية ابن ماجه هو :
1637 - «... وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ، إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ، حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا» ...
            وهذا اللفظ هو المشهور .
  
أقوال أهل العلم في ثبوت سماع النبي صلى الله عليه وسلم لسلام القريب منه :

قال الشيخ ابن تيمية في كتاب "الاستغاثة في الرد على البكري" (ص: 111) :
وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام" ...فهذه النصوص التي ذكرناها تدل على أنه يسمع سلام القريب ، ويبلَّغ سلام البعيد وصلاته لا أنه يَسمع ذلك المصليَ والمسلِّم، وإذا لم يسمع الصلاة والسلام من البعيد إلا بواسطة فإنه لا يَسمَع دعاءَ الغائب واستغاثتَه بطريق الأولى والأحرى، والنصُّ إنما يدل على أن الملائكة تُبَلِّغُه الصلاةَ والسلامَ، ولم يدل على أنه يبلِّغُه غيرَ ذلك ، والحديث الذي فيه: "ما من رجل يسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام"، فهمَ العلماء منه السلام عند قبره خاصة فلا يدل على البعيد ...

وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 369) :
                203 - " من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا وكل بها ملك يبلغني، وكفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدا أو شفيعا ": موضوع بهذا التمام.
            ثم ذكر متابعة أبي معاوية الضرير وعلق عليها بقوله : (وجملة القول أن الشطر الأول من الحديث ينجو من إطلاق القول بوضعه لهذه المتابعة التي خفيت على ابن تيمية وأمثاله) فهو تراجع من الألباني من القول بالوضع إلى الاكتفاء بالتضعيف .

وقال الإمام السَّخاوي في "الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية" (3/ 928) :
قد جاء أنه صلى الله عليه وسلم يسمع الصلاة والسلام ممن يصلي ويسلم عليه عند قبره الشريف خاصة ، ومن كان بعيدًا عنه يُبَلَّغُه.
ومما ورد في ذلك ما رواه أبو الشيخ الحافظ في كتاب "الثواب" له بسند جيد -كما قال شيخنا رحمه الله- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي من بعيد أعلمته" .
ولا ينافيه ما روي عنه صلى الله عليه وسلم بلفظ : "أكثروا الصلاة علي فإن الله عز وجل وَكَّل بي مَلكًا عند قبري ، فإذا صلّى عليَّ رجلٌ من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلانَ بن فلان صلى عليك الساعة" ... فإنه على تقدير مُقاوَمَته للأول يُحمل على المصلي عليه من بُعد ، ونحوه ما روي عنه أيضًا أنه قال: "سلموا علي حيث ما كنتم فسيَبْلُغني صلاتُكم وسلامُكم" .
ثم إنه لا فرق في عدم سماعه لمن يكون بعيدًا عنه بين يوم الجمعة وغيرها ، وإن اختصت الجمعة بمزيد فضل في ذلك وغيره.
وعلى كل حال فقول الخطباء أو بعضهم : "فإنه في هذا اليوم أي يوم الجمعة يَسمع بأذنيه من يُصلي عليه" لا أعلم له إن حُمل على ظاهره مستَنَدًا. ويمكن الاستئناسُ لهم بظاهر روايةٍ عند الطبراني في "معجمه الكبير: لفظها: "أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة، ليس من عبد يصلي علي إلا بلغني صوتُه حيث كان" قلنا: وبعد وفاتك؟ قال: "وبعد وفاتي، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" ولكن المعتَمد الأولُ. وقوله "بلغني صوته" لا تقتضي كونه بلا واسطة إذا كان بعيدًا .

وقال السَّمهودي في "خُلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى" (1/ 348) :
وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا : "من أحد يمرّ بقبر أخيه المؤمن" وفي رواية "بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا يسلّم عليه إلا عَرَفه وردّ عليه السلام" ،  ولابن أبي الدنيا : "إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه ردّ عليه السلام وعرفه ، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه ردّ عليه السلام" ، وقد ذكر ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" كما نقله ابن عبد الهادي : أنّ الشهداء بل كل المؤمنين إذا زارهم المسلمُ وسلَّم عليهم عَرَفوا به وردّوا عليه السلام . فإذا كان هذا في حق آحاد المسلمين ، فكيف بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ؟! فهو صلى الله عليه وسلم يَسمع من يسلم عليه عند قبره ويردّ عليه عالماً بحضوره عند قبره. 
            الخلاصة : أن الدلائل والشواهد تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام القريب الواقف عند قبره ، ويردّ عليه السلام . أما سلام البعيد فتبلّغه الملائكة الموكَّلون بتبليغ الصلاة والسلام عليه . وإنكارُ سَماعه لسلام القريب مُكابرةٌ وعِنادٌ .

جمعه ولخصه العاجز : محمد طلحة بلال أحمد منيار
ليلة الجمعة 14 ذي القعدة ، الموافق 18 /7/2019

Comments

Popular posts from this blog

اللہ تعالی کی رضا اور ناراضگی کی نشانیاں

جنت میں جانے والے جانور

تخریج حدیث : النکاح من سنتی