حضور کا رومال جس کو آگ چھو نہیں سکی



سوال : ما صحة هذا الحديث : 
أخرج أبو نعيم عن عباد بن عبد الصمد قال : أتينا أنس بن مالك نسلم عليه ، فقال : يا جارية هلمي المائدة نتغدى ، فأتت بها فتغدينا ، ثم قال : يا جارية هلمي المنديل ، فأتت بمنديل وسخ ، فقال : يا جارية اسجري التنور ، فأوقدته ، فأمر بالمنديل فطرح فيه فخرج أبيض كأنه اللبَن الحَلِيب . فقلت : يا أبا حمزة ما هذا ؟ قال : هذا منديل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح به وجهه ، فإذا اتسخ صنعنا به هكذا ، لأن النار لا تأكل شيئا مر على وجوه الأنبياء.

الجواب حامدا ومصليا:

هذه القصة أخرجها الإمام الحافظ أبو نعيم في " دلائل النبوة " في الفصل السابع والعشرين [ رسالة دكتوراه بتحقيق سميحة البشاوري ص 452] برواية الطبراني ، فقال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا عُمارة بن وَثيمة ، حدثنا محمد بن رُمح ، حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ، حدثنا أبو معمر عَبّاد بن عبد الصمد قال : أتينا أنسَ بن مالك ... القصة .

ونسبها إلى أبي نعيم : المقريزي في " إمتاع الأسماع " (11/254) ، والسيوطي في "الخصائص الكبرى" (2/123) ، والصالحي في "سبل الهدى والرشاد " (10/242، و266) .

الكلام على رجال الرواية المنسوبة إلى أبي نعيم:

1ـ أَبُو نُعَيْمٍ المِهْرَانِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بن إِسْحَاقَ ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ. (سير أعلام النبلاء ط الرسالة 17/ 453).
2. سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ، هو الإِمَامُ الطبَراني ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، الرَّحَّالُ، الجَوَّالُ، مُحَدِّثُ الإِسلاَمِ (سير أعلام النبلاء 16/ 119) .
3. عُمَارة بن وَثِيمة بن موسى بن الفُرات ، أبو رفاعة الفارسي المِصري ، صنف تاريخاً على السِّنين وحدَّث به ، صدوق ( إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني ص: 444) . 
4 ـ محمد بن رُمْح بن المُهاجر، أبو عبد الله التُّجِيبي، مولاهم المِصْريُّ ، كان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النَّسائيّ: ما أخطأ في حديثٍ واحد. (تاريخ الإسلام 5/ 1226) .
5 ـ عبد الله بن محمد بن المُغيرة الكوفي ،  قال: ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان" (4/554) : قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن يونس: منكر الحديث. وقال ابن عَدِي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ... وذكره العقيلي في الضعفاء فقال: سكن مصر يخالف في بعض حديثه ، ويحدث بما لا أصل له.
6 ـ أبو مَعمَر عباد بن عبد الصمد، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/82) : سألت أبي عنه فقال : ضعيف الحديث جدا ، منكر الحديث ، لا أعرف له حديثا صحيحا. وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير: في ترجمة عباد (3/138): عن أنس أحاديثه مناكير لا يعرف أكثرها إلا به... وله عن أنس فيها مناكير كثيرة. وقال ابن حبان في "المجروحين من المحدثين " (2/170) : منكر الحديث جدا، يروي عن أنس ما ليس من حديثه ، وما أراه سمع منه شيئا فلا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوابد . وقال ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" (2/75) : يروي عن أنس نسخة عامتها مناكير ، وعامة ما يروي في فضائل علي ، وهو غال في التشيع. وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (3/232) : واه.

وللحديث طريق أخرى موضوعة مكذوبة :

أخرجها أبو بكر الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (11/589، 590) : في ترجمة  عبد الرحمن بن نصر أبو الْحُسَيْن الْمصْرِيّ الشاعر ، قال : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ الأَنَسِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دِينَارٌ مَوْلَى أَنَسٍ، قَالَ: صَنَعَ أَنَسٌ لأَصْحَابِهِ طَعَامًا فَلَمَّا طَعِمُوا، قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي الْمِنْدِيلَ، " فَجَاءَتْ بِمِنْدِيلٍ دَرِنٍ، فَقَالَ اسْجُرِي التَّنُّورَ وَاطْرِحِيهِ فِيهِ، فَفَعَلَتْ فَابْيَضَّ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ النَّارَ لا تَحْرِقُ شَيْئًا مَسَّتْهُ أَيْدِي الأَنْبِيَاءِ " .

قال محقق التاريخ الدكتور بشار عواد معروف: إسناده ضعيف ومتنه منكر، أبو عمير الأنسي وشيخه دينار مجهولان لا يعرفان، وذكر الذهبي أبا عمير في الميزان (4/599) وأورد حديثه هذا واستنكره ، ولا يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ منديلا، ولم نقف عليه عند غير المصنف.
وأخرجها ابن الملقن في "غاية السول في خصائص الرسول " (ص: 308) : بسنده عن أبي بكر الخطيب وفيه دينار، وقال: وهذا حديث عال وقع عالي الإسناد ودينار هذا ضعَّفوه.

الكلام على دينار:

هو أبو مِكْيَس دينار بن عبد الله الحَبَشي :
قال الخطيب البغدادي في  "تاريخ بغداد" ترجمة (4489) - دينار بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: دينار بن عبد الله يقال : كنيته أبو مكيس ، مولى أنس بن مالك ، منكر الحديث ، ضعيف ذاهب ، شبه المجهول .
وقال ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" (1/273): "دينار بن عبد الله أبو مكيس مولى أنس، قال ابن عدي ضعيف ذاهب. وقال ابن حبان: دينار بن عبد الله ، شيخ يروي عن أنس أشياء موضوعة ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (1/224) : دينار أبو مكيس ساقط، قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة.
وقال في "سير أعلام النبلاء" في ترجمته (10/376): زعم أنه مولى لأنس بن مالك، وحدث عنه... وهو غير مأمون...مات سنة تسع وعشرين ومئتين. قال ابن عدي في " كامله ": منكر الحديث ذاهبه، شبه مجهول. قلت: يغلب على ظني أنه كذاب، ما لحق أنسا أبدا.
وقال في "تاريخ الإسلام " (5/569) : وهو ساقط متروك باتّفاق.
وقال ابن حجر في  "لسان الميزان" (2/434) : ذاك التالف المتهم ، قال بن حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة . وقال ابن عدي : ضعيف ذاهب... وقال بعد ما ساق له حديثا موضوعا: قال لنا القناص : أحفظُ عن دينار مائتين وخمسين حديثا، قلت: إن كان من هذا الضرب فيقدر أن يروي عنه عشرين ألفا كلها كذب .انتهى. وقال الحاكم: روى عن أنس قريبا من مئة حديث موضوعة.

فالحاصل أنه حديث منكر موضوع بكلا الطريقين، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه.

والله أعلم بالصواب.

كتبه : أبو الخير عارف محمود الجلجتي

Comments

Popular posts from this blog

اللہ تعالی کی رضا اور ناراضگی کی نشانیاں

جنت میں جانے والے جانور

تخریج حدیث : النکاح من سنتی