من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي


بيان حال حديث : 
( من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي )

أورده بهذا اللفظ السرخسي في المبسوط (1/42) والمرغيناني في الهداية (1/57) والكاساني في بدائع الصنائع (1/158) وغيرهم هكذا بدون سندٍ ولا عزوٍ إلى أحد من المخرّجين .
والحديث بهذا اللفظ لا يوجد في شيء من كتب الحديث ، لذلك قال الزيلعي في  "نصب الراية"(2/26) : غريب . وهذا اصطلاحه فيما لا أصل له من الأحاديث .
وقال ابن حجر في " الدراية " (1/168) : حَدِيث: «من صَلَّى خلف عَالم تَقِيّ فَكَأَنَّمَا صَلَّى خلف نَبِي» لم أَجِدهُ.
وقال العيني في البناية شرح الهداية (2/331) : قوله - ﷺ : «مَن صَلَّى خَلفَ عالمٍ تقيٍّ فكأنما صَلَّى خلفَ نبيّ» هذا الحديث غريبٌ ليس في كتب الحديث .
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص:486) : وما وقع في "الهداية" للحنفية بلفظ : " مَن صَلّى خَلفَ عالم تقي، فكأنَّما صَلَّى خَلفّ نبيّ" فلم أقف عليه بهذا اللفظ.
وذكره المصنفون في الأحاديث المشتهرة كـ "إتقان ما يحسن" (1239) و"الشذرة" (654) و"النوافح العطرة" (2211) و"أسنى المطالب" (990) وكذا المصنفون في الأحاديث الموضوعة ، كـ "المصنوع" (344) ، وتحذير المسلمين (156) وغيرها ، واتفقوا على أنه لا أصل له بهذا اللفظ .
وما يذكره بعض العلماء من شواهد أخرى لهذا الحديث ، مثل حديث :
" قدّموا خيارَكم تزكو صَلاتُكُمْ " .  أو : " إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تُقْبَلَ صَلاتُكُمْ فَلْيَؤُمَّكُمْ خِيَارُكُمْ ".  أو : " اجعلوا أئمتَكم خيارَكم ، فإنهم وَفدُكم فيما بينكم وبين ربِّكم ".  ونحوها من الروايات ، فكلها مع ضعفها ليست بمعنى الحديث المبحوث عنه ، بل بين اللفظين بون شاسع .

فظهر أن هذا الحديث لا أصل له ، ولا تصح نسبته إلى الرسول ﷺ ، وليس في الروايات ما يشهد لمعناه ولا لقريب من معناه .

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

جنت میں جانے والے جانور

اللہ تعالی کی رضا اور ناراضگی کی نشانیاں

جزی اللہ محمدا عنا ما ھو اھلہ کی فضیلت